يأتي هذا المؤتمر متزامنًا مع مرور ٦٠ عامًا على إنشاء المعهد، ومتواكبًا مع ما يشهده العالم من تغيرات متسارعة في كافة جوانب الحياة، ومنها التنمية الإدارية. فخلال العقدين الماضين طرأت العديد من التغيرات في توجهات ومفاهيم التنمية الإدارية، حيث تحول الحديث من التركيز على التنمية الإدارية إلى التركيز على التميز والريادة، كما تجلت أهمية الموائمة بين السياسات العامة وأهداف التنمية المستدامة، وبرزت أهمية التحول الرقمي والتكامل بين المؤسسات الحكومية، وزاد التركيز على الابتكار الحكومي كوسيلة للتحديث والتحول ومواكبة المتغيرات.
وفي ظل ذلك التطور، انطلقت رؤية المملكة ٢٠٣٠ لتمثل منعطفًا تاريخيًا ملهمًا على مستوى المملكة بما اشتملت عليه من مرتكزات وأهداف وبرامج تسعى الدولة من خلالها إلى تحقيق تنمية إدارية شاملة ومستدامة، والتأكيد على أهمية الابتكار، وتوافر الرؤية، والمبادرة، والقدرة الاستباقية على استشراف المستقبل وتحقيق الكفاءة والفاعلية في ممارسات أجهزة الدولة لمهامها، في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتقنية.
ونظرًا لأهمية تضافر الجهود لتحقيق أهداف رؤية ٢٠٣٠، وانطلاقًا من دور معهد الإدارة العامة كرائد وشريك متميز في دعم التنمية الإدارية على مدى ستة عقود، ومواكبةً للتوجهات العالمية في الابتكار الحكومي، يأتي هذا المؤتمر ليتناول محاور وموضوعات تتعلق بالابتكار في مجال العمل الحكومي، وتستشرف مستقبله، وليلقي الضوء على عددٍ من الممارسات التطبيقية والتجارب المحلية والإقليمية والدولية الرائدة التي كان لها إسهامٌ في تحقيق كفاءة التنمية الإدارية في ظل ما يشهده العالم من متغيرات متسارعة.